السبت، 29 سبتمبر 2018

توفيق الحكيم

إن المسئول عن انهيار مملكة السماء هم رجال الدين أنفسهم ! ... أولئك كان ينبغى لهم أن يتجردوا من كل متاع الأرض، و يظهروا فى زهدهم بمظهر المنتظر حقًا لنعيم اَخر فى السماء... لكنا نراهم هم أول من ينعم بمملكة الأرض، و ما فيها من أكل طيب يكنزون به لحمًا، و خمر معتق ينضح على وجوهم الموردة، وتحت إمرتهم : السيارات يركبونها، و المرتبات يقبضونها!... 

إنهم يتكلمون عن السماء، و كل شئ فيهم يكاد ينطق بأنهم يرتابون فى جنة السماء، و أنهم متكالبون على جنة الأرض. 

هؤلاء هم وحدهم الذين شككوا الناس فى حقيقة مملكة السماء ...

إن كل ما بناه الأنبياء بزهدهم الحقيقى، و جوعهم، وعريهم، مما أقنع الناس بأن هؤلاء الرسل هم حقًا ينتظرون شيئًا فى العالم الاَخر .. جاء هؤلاء فدمروه! و كانوا أقوى دليل على كذب مملكة السماء، و خير دعاية لمملكة الأرض... و أنسوا الناس بانغماسهم فى هذه الحياة، أن هنالك شيئًا اَخر غير هذه الحياة!. 

----- -- -----
إيفان لـ محسن فى رواية "عصفور من الشرق"
توفيق الحكيم
 (1315 هـ / 9 أكتوبر 1898م - 1407 هـ / 26 يوليو 1987)
ولد في الإسكندرية وتوفى في القاهرة، كاتب وأديب مصري، من رواد الرواية والكتابة المسرحية العربية ومن الأسماء البارزة في تاريخ الأدب العربي الحديث.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق